]كيف تفوز بيوم عرفة ؟[
]ترى من منا سيفوز بثمرات يوم عرفة العظيمة ، من عتق ومغفرة وثواب الحجيج وغيرها
اعلموا أنَّ
(1) الفائز فيه أكثر الناس خضوعا وانكسارا لله تعالى :
إلاَّ مَنْ عَفَّرَ وَجْهَهُ في التُّرَابِ
روى أبو يعلى في مسنده بإسناد رجاله ثقات أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة قال : فقال رجل : يا رسول الله هي أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ فقال : هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفيرا يعفر [ وجهه ] في التراب ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق ، لم يروا رحمتي ، ولم يروا عذابي ، فلم أر يوما أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة .
فتقرب بالخضوع والانكسار :
رئي سفيان الثوري – رحمه الله – بعرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان ، فمن منا سيجثو على ركبتيه ليدعو ربه ويتضرع بين يديه ؟ !!
فتقرب إلى الله بالذل والانكسار
في " صفة الصفوة " أنه أغلظ رجل لوكيع بن الجراح فدخل وكيع بيتا فعفر وجهه في التراب ثم خرج إلى الرجل فقال زد وكيعا بذنبه فلولاه ما سلطت عليه .
كان أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردى يقول : ما آسى على شيء أخلفه بعدى إلا أنى كنت أعفر وجهي كل يوم وليلة خمس مرار لربي عز وجل .
وروي أن الله قال لموسى عليه السلام : هل تعرف يا موسى لم كلمتك من بين الناس ؟
قال : لا يا رب . قال : لأني رأيتك تتمرغ بين يدي في التراب تواضعًا لي .
(2) احتساب ثواب الحجيج : حج بقلبك إن لم تحج ببدنك :
رواه الترمذي وقال : حسن صحيح وحسنه الألباني عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة .
(3) تطهير القلب من الدنيا .فأحرم بقلبك :
إن للقلب إحراماً كإحرام الجسد ، وإحرام القلب يشترك فيه الحاج وغيره فيتزيا كل مسلم بالإخلاص لكل عمل ، كذلك إحرام القلب له محظورات منها:
الرياء والسمعة والحسد والضغينة .
تصدق : لعلها تخرج .
روى الطبراني في الأوسط وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة خفيا تطفئ غضب الرب و صلة الرحم زيادة في العمر و كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ( و أول من يدخل الجنة أهل المعروف ) .
اشترى حبيب نفسه من الله بأربعين ألف درهم تصدق بها .
وكان أبو هريرة t يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة بقدر ديته يفتك بذلك نفسه .
(4) الحافظ لجوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم: روي في المسند بإسناد فيه ضعف أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له "
فاحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم: كالإصرار على الكبائر والاختيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟!
(5) الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل… ) "رواه مسلم"
أخرجَ الطبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((ما مِن أيّام أعظمُ عند الله ولا أحبّ إلى الله العملُ فيهنّ من أيّام العشر، فأكثِروا فيهنّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير))
(6) الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه:
روى الترمذي وحسنه الألباني قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) ".