حذر باحثون مختصون في أحدث الدراسات, من أن الأشخاص المعتادين على كبت مشاعرهم وعدم الافصاح عنها قد يدفعون ثمنا
غاليا من صحتهم وذاكرتهم وقدراتهم الذهنية. فقد وجد فريق البحث في جامعة (ستانفورد وتكساس) الامريكيتين أن اخفاء
الاحاسيس وعدم اظهارها بصورة واضحة يضعف قدرة الانسان على تذكر الاحداث والمواقف المميزة.
ولاحظ هؤلاء بعد متابعة اكثر من /200/ متطوع, تم عرض فيلم مثير لعملية جراحية على /75/ شخصا منهم وتسجيل
مشاعرهم وقدرتهم على اخفائها ودرجة تذكرهم للاحداث التي شاهدوها, أن الذين بذلوا جهدا اكبر في كبت استجاباتهم العاطفية لم
يستطيعوا تذكر مارأوه بصورة جيدة.
وقام الخبراء باختيار باقي المتطوعين, حيث طلب من نصفهم السيطرة على تعبيراتهم الوجهية في محاولة لتثبيط المشاعر التي
يحسون بها اثناء مشاهدتهم لاشخاص يتشاجرون, بينما طلب من النصف الثاني الهاء انفسهم عن هذه المشاهد بالتفكير في شيء آخر.
ولاحظ الباحثون ان افراد هاتين المجموعتين واجهوا نفس الصعوبات في تذكر الاحداث التي رأوها, وهي ظاهرة تعرف بتعدد
لمهمات. حيث يحاول الانسان اداء عملين في وقت واحد مما يسبب مشكلة في الذاكرة بدلاً من السيطرة على المشاعر.
وأوضح الباحثون ان العواطف والمشاعر تؤثر في الذاكرة بطرق مختلفة, فالانسان يتمتع بقدرة كبيرة على تذكر الاحداث
العاطفية اكثر من غيرها, كما تؤثر العواطف في الاشياء التي يمكن تذكرها, فعلى سبيل المثال, المزاج السيىء والكئيب يجعل
الانسان يتذكر أحداث الماضي المحزنة